أخطاء شائعة

من كثرة ما تردد من كلام وشعارات، إذا سألت أي جزائري مهتم بما يجري في بلده عن اسم رئيس العصابة التي كانت تحكم البلد، سيرد عليك دون تردد: إنه سعيد بوتفليقة.
هل تعتقدون أن هذا الكلام صحيح؟
إذا سلمنا بهذا الأمر فإن المعطيات عندئذ ستتغير، يعني أن سعيد هو الذي جاء بأخيه عبد العزيز إلى الرئاسة، وأن عبد العزيز كان مسخرا جهده وعمله لخدمة سعيد. هذا إذا اتفقنا على أن البلد كان في عهد بوتفليقة تحت حكم فاسد. أما إذا قلنا إن عبد العزيز كان ملاكا وأن سعيد هو الذي فرض نفسه وكان يتآمر على البلد من وراء ظهر شقيقه، فهذا يقتضي من الجزائريين مراجعة مطالبهم والعودة إلى العهدة الخامسة مع ضمان حماية الملاك من أخيه الشيطان!
وإذا أردتم رأيي، فإن ما أعرفه هو أن الجنرالات عندما قرروا اللجوء إلى عائلة بوتفليقة، اتفقوا مع عبد العزيز وكان ما كان، ثم بعد ذلك جاء هذا الأخير بشقيقه الأصغر وعينه مستشارا خاصا له ومنحه حصانة كاملة من أجل تحقيق هدف واحد، وهو أن يمكّن لفخامته حكما مديدا بشتى الوسائل. ولتحقيق هذا الهدف الأسمى الذي قبل فخامته الوظيفة من أجله، كان سعيد يعيث في الأرض فسادا وأخوه يحميه حماية مطلقة.
هل أدركتم الآن من هو رأس العصابة؟ أم ستجبروننا على القبول بأن سعيد هو رأس الحية ونرضى بذلك من باب الخطأ الشائع؟!
وأنا هنا لا أحكي عن المحاسبات والمحاكمات، بل فقط عن المصطلحات وإعطاء كل ذي حق حقه، حتى لا نسقط مجددا في فخ تزوير التاريخ، والجميع يعلم كم كلف هذا التزوير البلد غاليا.
المقال نشر يوم 25-04-2019