الانحراف
من أجمل ما سمعته اليوم تعليق ذلك الشاب على رحيل بوتفليقة بالقول إن الجزائريين يحتفلون اليوم بالعيد الصغير في انتظار العيد الكبير. والعيد الصغير والعيد الكبير، لمن لا يعرف، هما التسمية الجزائرية لعيد الفطر وعيد الأضحى.
وعندما نقرأ في موقع وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عنوانا يصف بوتفليقة بالرئيس “المنتهية عهدته” نتأكد أن الجزائريين فعلا في حاجة إلى بلوغ العيد الكبير، ذلك أن اختفاء بوتفليقة لا يعني بالضرورة اختفاء السيئات التي زرعها في نفوس المرضى في جميع فئات الشعب، في عوالم المال والإعلام والسياسة والقضاء والرياضة والثقافة والدين… إلخ.
عهدة بوتفليقة، يا وكالة الأنباء، لم تنته لأنه بقي منها أكثر من عشرين يوما، بل تم وضع حد لها لأن ملايين الجزائريين ملأوا الشوارع لأزيد من أربعين يوما مطالبين بوضع حد لعهد أبرز ما ظهر فيها عبادة الأصنام. وإذا استثقلتم على أنفسكم أن تطلقوا عليه اللقب المناسب (الرئيس المخلوع)، فقولوا على الأقل “الرئيس المستقيل”.
لكن الأدهى من ذلك هو أن حتى “أعتى” الصحف لم تكلف نفسها عناء تدقيق ما تنشره وسارت على نهج الوكالة الرسمية.
المقال نشر يوم 03-04-2019