ارشيف المدونة الخاصة

شيش!

سأفترض للحظة واحدة أن صاحب الفخامة لا يزال قادرا على الهش والنش وأنه هو فعلا الذي وجّه الرسائل الأخيرة للشعب، وسأسمح لنفسي هذه المرة فقط أن أخاطبه كرئيس صادق يريد فعلا أن يختم حياته بعمل صالح قد ينفع به الجزائر والجزائريين وأن يشارك في وضع لبنات الجمهورية الجزائرية الثانية.

سأفترض أن فخامته فكّر وقدّر ثم تفطن إلى أن هناك فعلا شعبا كاملا تحمله وصبر على مكره وخداعه لسنوات طويلة، واعترف بعد أن اختلى إلى نفسه في جنيف أن الجزائر تستحق فعلا مستقبلا أجمل وأنقى من الذي كان يريد أن ينتهي بهم إليه.

سأفترض كل هذا وأسمح لنفسي بكل سذاجة أن أوجّه نصيحة إلى فخامته إن فعلها فسيثبت أنه حسن النية فعلا وأنه صدقا قرر أن يستمع هذه المرة لآهات الشعب وأن يتحرك وفقها. هناك في الحقيقة أربع خطوات إن سار عليها فسأجد للخضر إبراهيمي ولعمامرة وغيرهما عذرا في الدفاع عنه وعن خريطة طريقه.

* أولتها: أن يصدر قرارا بعزل مستشاره الخاص سعيد بوتفليقة الذي وصل معه إلى ما وصل. وسيكون هذا أول تنفيذ للوعد الذي قطعه في رسالته يوم 3 مارس بأنه لن يترك “أي قوة، سياسية كانت أم اقتصادية، لكي تحيد بمصير وثروات البلاد عن مسارها لصالح فئة معينة أو مجموعات خفية“.

* ثانيتها: أن يصدر قرارا يسمح فيه لكل الجزائريين المقيمين في الخارج (وأقصد بالدرجة الأولى الذي هربوا مكرهين) بالعودة إلى بلادهم، مع تعهد واضح أن لا يتعرضوا لأية مضايقة أو ملاحقة من أي جهة رسمية كانت. حتى “الإرهابيين”، قد يقول قائل؟ أنا شخصيا لا أعرف من هم الإرهابيون الموجودون في الخارج آمنين، لكني أتجاوز وأقول إذا كانوا اقترفوا جرائم تساوي أو أقل من تلك التي اقترفها حسان حطاب وعبد الحق لعيايدة فأقل شيء هو أن تعاملوهم بنفس المعاملة.

* ثالثتها: أن يصدر قرارا بفتح آني وفوري للقطاع السمعي البصري وللإعلام بصورة عامة أمام كل الجزائريين الراغبين في ذلك دون إقصاء ولا استثناء.

* رابعتها وآخرتها: أن يصدر قرارا يأمر فيه بإخلاء منطقة نادي الصنوبر وكافة المحميات الأخرى من جميع ساكنيها. وستكون تلك فرصة لهؤلاء المغتربين في بلادهم طوعا وطمعا أن يعودوا إلى أحضان مجتمعهم الذي هو في أشد اللهفة إلى لقائهم.

إذا فعل هذا فخامته فوعد مني بالمقابل ألاّ أكتب حرفا واحدا ضد لخضر إبراهيمي أو باقي الشلة إذا خرجوا للترويج لورقة الطريق البوتفليقية الأخيرة أو لأي أوراق أخرى تأتي من بعدها.


المقال نشر يوم 15-03-2019

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى